صلاة الإستسقاء إعلم أنها ليست بسبب حبس المطر، لكن لا أريد أن أعلق على ذلك الأمر، جاء في الأثر أن الدواب تقول ما حبس القطر إلا بذوب بني آدم، الخير لا يمنع بسبب الدواب أو البهائم، إنما يمنع بسبب الإنسان، كل يشىء في ذلك الكون يطيع الله عز وجل إلا الإنسان والجن هو من يعصي الله سبحانه وتعالى، لهذا يأتي منع القطر حتى البهائم تقول منعنا المطر بسبب ذنوب بني آدم.
ولهذا السبب شرعت التوبة تخرج لصلاة وتتضرع لله سبحانه وتعالى جل شأنه حتى ينزل المطر، حتى النبي صل الله عليه وسلم ذات مرة عندما مرة بصلاة الإستسقاء وقال اللهم ما حولينا ولا علينا كما جاء في الحديث حتى إرتوت الأرض، سليمان قيل عنه أنه خرج يوما لصلاة الإستسقاء، لهذا أهل العلم رحمهم الله يقولوا أن صلاة الإستسقاء ليست خاصة بأمة النبي صل الله عليه وسلم، إنما حتى الإنبياء شرعت لهم صلاه الإستسقاء.
إذ إستسقى موسى قومه، وسليمان عليه خرج أيضا كما جاء بالحديث لصلاة الإستسقاء، حتى قيل أن سليمان عليه السلام خرج فوجد نملة قد قلبت نفسها ورفعت يديها وقوائمها لتدعو الله عز وجل شأنه بأن ينزل المطر، المهم أن سيدنا سليمان كان يعلم منطق الطير وهذه هبه من الله عز وجل لسليمان، وقال لقومه إرجعوا فقد سقيتم بغيركم، لهذا خذها قاعدة "والله لن يحبس المطر من السماء عن الإنسان إلا إذا حبس الماء".
قال أهل العلم، مالعلة، قال لأن الغني حبس ماله عن الفقير، فالله يجىء بكل شىء لا يستغني عنه الغني أو الفقير فيحبسه الله عن الخلائق حتى يبسط الغني يده، لهذا الله سحانه وتعالى يقول "وجعلنا من الماء كل شىء حي"، ما الفائدة؟ قال أهل العلم لأن كل شىء يريد الماء، لهذا يحبس إذا كثر الطغيان، حتى الجن تشرب الماء، قال عليه الصلاة والسلام من حفر بئرا فشرب منه إنس أو جان كانت له صدقة".
إذا الماء هو عصب الحياة، فيمنع عنه الإنسان إذا منع الإنسان المال وطغى وأفسد في الأرض، إلا أن الله هذه الدنيا لا تسوى عنده جناح بعوضه، وإلا لما سقى الله فيها شربة ماء، لذلك في صلاة الإستسقاء تضرع الإنسان بقلبه قبل جسده، حتى يفتح الله عز وجل أبواب السماء، وبما أن الأرزاق بيد الله جل شأنه وتقدست أسماؤه إذا مر الإنسان بضيق أن يتوجه إلى ربه بالتضرع .
فأحيانا إذا ضاق بالمرء الرزق كفرد، ما العلاج من ذلك، بالطبع الإستغفار والأذكار والصلاة والدعاء، كن الأمة جمعاء إذا وقعت في ضنك العيش، إنحبس المطر، الأرض لم تنبت، ماذا تصنع الأمة، جاء الشرع ليعلم صلاة الإستسقاء من رب العالمين، لأن الرزق بيد الله وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، فإذا علمت أن الله يعطىء المرء وهو عاصي إعلم أنه إستدراج، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.