سنتحدث في هذا الموضوع عن البكاء وليس فقط المقصود هنا البكاء من خشية الله أو البكاء شوقا إلى الله، وذلك هو أرقى أنواع البكاء، لكن الحقيقة إن دمعة البن آدم غالية عند ربنا أيا كان سببها، والناس ليست مثل بعضها، مثلا هناك إنسان يسمع آيات القرآن الكريم يبكي، أو مشهد بين أب وإبنه يبكي، أو مثلا مشاهدة حنان بين اليوانات فيبكي، وفيه إنسان ممكن يتظلم فيبكي على حاله.
البكاء ذات قيمة كبرى عندربنا سبحانه وتعالى للدلالة على النقاء والطهارة
وكل تلك أنواع البكاء غالية عند ربنا سبحانه وتعالى، لأنها تدل على نقاء وطهارة القلب، لأن البكاء هي حالة قلبية، بيبعت القلب مشاعر مرهفه للعين عشان تبكي، وسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، لما إتسأل عن أفضل الناس، قال صاحب القلب النقي التقي الذي لا غل فيه ولا حسد ولا بغي، فهو الذي لا يملك أمراض بقلبه تجعله يقسو على من حوله، عشان كده أغلب الناس دمعتها بتتحرك.
أى إنسان لا تدمع عينيه عليه مراجعة إصلاح قلبه وعلاقته مع الله عز وجل
والإنسان الذي لا تحرك دمعته يمشي في رحلة إصلاح قلبه، علشان دمعته في يوم من الأيام تنزل على أى مشهد، من المشاهد التي تحرك وجدان البني آدم، وأول ما الإنسان دمعته بتنزل مقامه بيختلف عند ربنا، يعني كمثال يمكن أن تبكي من خشية الله نتيجة ذنب معين، أو تحس إنك بعدت عن ربنا، فتخاف إنك تفقد حب ربنا، والخشية هي الخوف على العلاقة من الله عز وجل شأنه.
الكثير من الناس يتذكر ربنا جل شأنه فقلبه يرق من خشية الله ويتذكر النعم الكثيرة
كما قال نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام "لا يلج النار عبدا بكى من خشية الله، فكل إنسان يجلس مع نفسه ويتذكر بعده عن ربنا سبحانه وتعالى أو حياؤه من ربنا فيبكي، إعمل حسابك لكن إطلع من الدنيا ولا توجد حقوق في رقبتك، من أكبر أسباب دخول الجنة، ليس فقط البكاء من خشية الله، ممكن الإنسان وهو يذكر الله يتذكر ربنا فقلبه يرق لعلاقته الجميلة مع ربنا، يرق لأن إحساسه إن ربنا مقربه منه أو نعم ربنا كثيرة من حوله.
من أجمل ما قيل أن من السبعة الذين يظلهم الله رجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
فيكون من السبعة اللذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله "عبدا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" فدمعت عيناه، تلك الدمعة غالية جدا عند ربنا سبحانه وتعالى، وكان سيدنا محمد بن المنكدر شيخ الإمام مالك وتلميذ سيدنا جابر بن عبدالله، كان عند بكاؤه يمسح وجهه ورقبته بالدموع، وكان يقول بلغنا أن النار لا تمس موضعا مسته الدموع، فأى دمعه تنزل عند بعيد عن عذاب ربنا لرقة قلبك.