العنصرية والتفاخر بالأنساب
العرب سابقا كانوا عنصريين لدرجة لا توصف، بل
أسوء من العنصرية كانوا قبليين، بمعنى ينصر قبيلته ولو كانت على باطل، ويمشي مع
قبيلته بصرف النظر عن طريقتها صحيحة أو خاطئة، هذا طبع الراجل العربي، على العكس
من ذلك كان العرب دائما ما يفتخرون بالأنساب والأحساب، ويطعنون بأنساب غيرهم، حتي
جاء الإسلام وقام بتهذيبه.
عمر بن الخطاب يذهب إلى مكة للزيارة ويستقبله والي مكة
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في يوم من الأيام
بالمدينة المنورة، وأراد الذهاب إلى مكة المكرمة على سبيل الزيارة، وكان من
المفترض أن يكون في إستقباله والي إسمه نافع، فمن الأدب أن يخرج ليستقبل الخليفة
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كبروتكول معترف به حتى في زماننا اليوم، يأتي الحكام
لإستقبال بعضهم في المطارات، وكان نافع هذا والي على مكة، وسيدنا عمر مكي ويدري كل
شىء بمكة وجميع القبائل وأهل مكة وشعابها.
عمر بن الخطاب تفاجأ من إستقبال والي مكة ومن وليته بديلا لمكة
فجاء والي مكة يستقبله وسأله عمر بن الخطاب من وليت على
مكة وكيف خجت وأنت لم تولي أحدا على أهل الوادي، فقال له وليت ابن أبزة، عمر بن
الخطاب توقف لأنه يعلم قبائل مكة وأهل مكة ومن في مكة، فقال هذا من الموالي وهم
ليسوا من العرب الصرحاء، وكان إما أمه خادمه أو هو كان عبدا وأخذ حريته، وكان
العرب غير معترفون بالموالي ولا تضع لهم قيمة هذا أيام الجاهلية حدث وتستعبدهم.
عمر يتعجب كيف رضى أهل مكة بتولي رجلا من الموالي مكة
فتعجب عمر بن الخطاب وقال وضعت عليا رجلا من الموالي،
ولكن تعجب عمر عن كيف وافق أهل مكة على أن يكون رجلا من الموالي والي عليهم، لأن
يعلم طبيعة العرب ويعلم كيف ترفض من يحكمها، فقال له أنه حافظ لكتاب الله، ويعلم
الفرائض، فقال لقد سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول ( أن هذا الكتاب يرفع به
أقواما ويضع به آخر)، فلم يتعجب عمر بن الخطاب.
قصة عمرو بن كلثوم الشاعر والملك عمرو بن وهبه
وكان عمرو بن كلثوم شاعر له وزنه وسيادته، في نفس الوقت
كان رجل إسمه عمرو بن هند كان حاكم منطقة قريبة من الكوفة، وفي ذات أيام أثناء
جلوسه مع أصحابه وهو يمزح معهم وهو ملك فقال لهم من تظنون أن أمه ترفض تخدم أمي،
فقالوا أم عمرو بن كلثوم، فقالوا هذه عمها الزير سالم وعمها كليم وزوجها كلثوم بن
مالك سيد العرب فتأبي أن تخدم أمك وإبنها عمرو بن كلثوم سادة من العرب
.
عمرو بن كلثوم يقطع رقبة الملك بالسيف بسبب طلبه أن تكون أمه خدامه لهم
فقال أرسلوا لعمرو بن كلثوم ليأتي ضيافة ولإستخدم
تلك الحيلة حتى يأتي، فجاء مع أمع وتم إستقبلها وجلست النساء مع بعضهم، وقالت أم
الملك لأم عمرو بن كلثوم، أعطيني بعض الأشياء فرفضت فصاحت بها، فسمع صوتها عمرو بن
كلثوم، بعدما قالت لها أنا لا أعمل خادمة، فقام عمرو بن كلثوم بقطع رقبة الملك
عمرو بن بن هند، فشاهد كيف كان تفكير العرب أيام الجاهلية.